مستر كارتية والنمر الاسود

                         مستر كارتية والنمر الاسود

بقلم: محمود مؤمن

 
منذ أن شاهدنا افلام البطل الراحل "أحمد ذكي " نجم السيما وتمثيلة لعدت افلام واقتماص الكثير من الشخصيات ومن أشهرها مستر كاراتية , والنمر الاسود
وسوف نسلط الصوء بالتحديد علي هذا الفلم الذي لم يتبقي لنا من ذكرياته إلا الفتاة الألمانية عندما كانت تنطق إسمه بطريقة جميلة ورقيقة وبها بعض الٱنوثة ،وهذا نظراً للهجتها المختلفة مما جعل المصريين يتغنون بإسم محمد علي هذه الطريقة لسنوات عدة ، وبمرور الزمن وبعد وفاة الراحل أحمد ذكي لم يتبقي لنا منه او من أعماله إلا مشاهد جنسية نشاهدها ملايين المرات علي مواقع الإنترنت المختلفة سواء كانت عربية او أجنبية.
وقد أغفلنا النظر تماماً عن مغزي الفيلم او الهدف منه، مع ذلك ظهرت جوانب عدة في هذا العمل سواء كانت علمية او صناعية او رياضية كانت ستغير الكثير لدينا إذا إهتممنا بها، ومن أهم هذه الجوانب كانت ولا ذالت وهي الصناعة بصفة عامة،والصناعة الميكانيكية بصفة خاصة التي تعتمد علي الخراطة وتصنيع بعض أجزاء الماكينات كالتروس والمقابض وحلقات الربط بين الماكينة وبعضها البعض، وقد إهتم المخرج والكاتب من قبله أن يظهر مدي براعة المصريين فى هذه الصناعة إذا توافرت لديهم الإمكانات و الوقت والعلم والأمان لكي يكون لهم سابقة ورائدة صناعية في ذلك المجال.
وبرغم العنصرية الواضحة والغير مبررة من بعض المتواجدين الحاقدين عليه في العمل التي وصلت للعنف والقهر وإقترب وقتها البطل من اليأس والعودة إلي مصر خالي الوفاض،إلا أن "احمد ذكي" أراد أن يواصل سلسلة من النصائح الغالية للمهتمين، ومن ضمنها الإصرار علي هدفك إن أردت أن تصبح شئ في هذا المجتمع البائس.
ولم يغفل كاتب العمل أن يذكر تمسك المسلمين في هذا الوقت بما ٱملي عليهم من دينهم بتحريم لحم الخنزير تاركاً إياه دون التفكير فيه، وأظهر ايضاً في هذا العمل حرص البطل علي تعلم اللغة الألمانية حتي يستطيع فهم ما يدور حوله ويستطيع بعدها التحدث وقول ما يرغب فيه دون حرج، ولم يأتي في خيالنا أن تكون فتاة المانيا الجميلة هي ملهمة البطل ومعلمته وهي التي دار حولها الفيلم في معني الإنسانية والمساعدة لبعضنا البعض.
ليس هذا فقط ما توقفت عنده رسالة الفيلم العظيم ,سواء إتفقنا علي حرمة التمثيل او إختلفنا إلا أنها استمرت إلي أبعد الحدود الفكرية والنفسية، متمثلة في غضب بطل الفيلم الذي أظهره تجاه معاديه في عمله بالضرب، والتي جعلت منه يسلك طريق آخر، إستفاد أحمد ذكي من غضبه حينما دله صديقه علي مكان يستطيع فيه أن يمارس موهبته الحقيقة بعض أن أظهر ملامح بطل موهوب في الملاكمة ،ومن براعة العمل الكتابي السينمائي هو إندماج العمل مع الموهبه والتي لا يتعارضان تماماً مع سبل النجاح، هذا الصرح الذي يعد بمثابة هرم رابع حقيقي صنعه المصريين في زمن إنتهت فيه الصناعة لديهم.
وعندما ذكر كاتب الفيلم مدي أهمية الصناعة ذكر أيضاً أهمية الصانع الذي ٱتيحت له جميع وسائل الإنسانية والتي غابت عنا طوال سنوات مضت، هل لاحظنا وقت إستراحة العمال وتناولهم الطعام المغذي والمفيد لهم والذي يساعدهم علي العمل بجد والإستمرار بمجهود اعلي كل مرة، وايضاً أماكن مبيتهم والإهتمام بوسائل السلامة المهنية، كل هذه الأشياء تصب في مصلحة الصناعة ومصلحة الوطن الذي غطت مصالحنا علي مصالحه الأسمي.
براعة العمل بالكاد تدرس لمن يريد ذلك، يمكن لهيئة الصناعات أن تتعلم من هذا العمل والرياضة ايضاً ومراكز اللغات، ولكن نحن كما تربينا علي التفاهة والسخرية وعدم الإلتفاد لما هو جيد في كل شئ،جعل من الفيلم ماضي سينمائي ليس إلا، ومات احمد ذكي وماتت معه الصناعة والعلم والرياضة،وما تبقي لنا إلا الفتاة الألمانية بوصفها فتاة أحلام كل مسافر عائداً إلي وطنه خالي الوفاض.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على مدينة ملوي محافظة المنيا

ضبط ثلاث مطاعم بالمنيا يقدمون لحوم الكلاب للزبائن

ضبط مطعم فى مركز ملوى بالمنيا يقدم لحوم الكلاب للزبائن