الكوسة تتحول من خضار الى ظاهره انتشرت فى المجتمع


"الكوسة"

بقلم : مصطفي محمود السمالوطي
كلنا عارفين أن الكوسة من أرخص أنواع السلع الغذائية,وأسرعها علي الأطلاق من حيث عملية الطهي,ذلك هو الدور الظاهر لها ,وعندماتتحول الكوسة من وجبة غذائية يتم تناولهاعلي مدار اليوم إلي آفة من آفاءات المجتمع فلابد أن نتوقف كثيرا بصدد ذلك ,إلي متي ستظل الكوسة في مجتمعنا؟؟؟ سؤال يحتاج للجواب ومشكلة تتطلب وقفة أنصات ونظرة تأمل يعقبها قرارات حاسمة لكي نصل لحل اذا أرادنا الأصلاح الحقيقي ...
في الأونة الأخيرة أنتشرت الكوسة بصورة غير عادية ,إلي أن اصبحت في كل شئ تقريبا في حياتنا اليومية في المستشفيات والمصالح الحكومية والمنافذ التموينية والمراحل التعليمية بكل اشكالها وحتي الوظائف العامة أصبحت تدار الأن عن طريق الكوسة(الواسطة) وليست بالكفاءاة ولا المساؤاة ,يعجز اللسان عن النطق وعما تشاهدة العين من ظلم وافتراء واضح وحق مهدر وسيطرة أصحاب النفوذ والسلطة علي المناصب والتعينات الحكومية واقتصارها علي ابنائهم واقاربهم فقط ,كأن هذا حق شرعي لهم وخاص بهم ولايحق لأي مواطن التفكير في ذلك ,اليس هذا يثير التعجب والدهشة والاستغراب!!!!!! في مجتمع ينص دستوره علي شئ ونفعل شئا أخر, الم تنص المادة(14)في الدستور "علي أن الوظائف العامة حق للمواطنين علي أساس الكفاءاة دون محاباة او وساطة" كفاية بقي ابن الدكتور يبقي دكتور وابن الظابط يبقي ظابط وابن المستشار يبقي مستشار ,وفي الحقيقة ممكن يبقي الظابط والدكتور والمستشار ابن مواطن عادي وهذا لن ينقص من شخصك شئ علي الأطلاق,ولكن كم من شاب شاخ مبكرا بسب الكوسة ,كم من شاب حطم نفسيا ومعنويا ,كم من شاب سلبتوا منه احلامة وامالة وطموحاتة ورغباتة ودوافعة,كم من شاب تحول من مصدر للأمل والتفاؤل والنشاط والحيوية والعزيمة والأصرار والأرادة والنجاح الي مصدر للأكتئاب والعزلة والأنطوائية والأحباط والفشل, وكل هذا وأكثر بسب الكوسة ,ارحمونا بقي يرحمكم الله,إلي كل من يحلو له طعم الكوسة الوظائف العامةهي حق لك ولي ولكافة المواطنين وليست مقتصرة علي شخصك الكريم ولا علي ابناءك واقاربك لاننا أمام الدستور والقانون متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة دون تمييز بيننا ,الم تدرك أن التمييز جريمة يعاقب عليها القانون ,بموجب المادة(53)في الباب الثالث فصل الحقوق والحريات والواجبات العامة التي تنص علي ان "المواطنون لدي القانون سواء,وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة ,لاتمييز بينهم بسب الدين ,أو العقيدة ,أو الجنس ,أوالأصل,أوالعرق,أواللون,أواللغة,أوالإعاقة,أو المستوي الاجتماعي والانتماء السياسي والجغرافي,أو لاي سبب أخر" مش دا الدستور ولا كتاب فاصوليا ,هناك سؤال أخر يتبلور في ذهني يحتاج أيضا إلي جواب ما ذنب هذا الشاب الذي عصفت بمستقبلة عرض الحائط؟ الم يكن هذا الشاب لة أب وأم وأخوات وعائلة باكملها تري فية نظرة الأمل والتفاؤل بالمستقبل,وبصفة خاصة اذا كنت لاتخشي هذا الدستور والقانون فخشي لقاء رب العرش وتذكر قولة تعالي(واتقوا يوما ترجعون فية الي الله)فكر كثيرا في هذا اللقاء وماذا ستقول له؟ وفي النهاية لايسعني سوي قول "ااااااااه يا دنيا يا عجيبة فيكي حاجة محيراني نزرع التعب والجهد والطموح والاحلام والأمال في سنين وتطلع الكوسة في ثواني.......... حفظ الله مصر من كل كوسة .


الكوسة تتحول من خضار  الى ظاهره انتشرت فى المجتمع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على مدينة ملوي محافظة المنيا

ضبط ثلاث مطاعم بالمنيا يقدمون لحوم الكلاب للزبائن

ضبط مطعم فى مركز ملوى بالمنيا يقدم لحوم الكلاب للزبائن